مقالات وأراء

دكتور سيد نافع يكتب :استنساخ البشر

 ينتهي علم كثير من الناس في موضوع الاستنساخ بحالة النعجة دولي والكثير منهم يعتقد أنها تجربة فاشلة لمجرد أن النعجة المستنسخة ماتت بعد بضعة شهور والحقيقة أنها كانت في بداية التجارب وسبقتها حوالي 45 تجربة كلها كانت تأتي بكائن مشوه إلي أن انتهي الأمر بالنعجة دولي ، والنعجة دولي استنسخت من خلية من ثدي شاه عمرها 6 سنوات فهي خلية جسدية عادية وباستخدام الخلايا الجسدية العادية المتخصصة يظهر علامات السن والشيخوخة على الكائن المستنسخ وتظهر فيه عيوب خلقية نتيجة لعمر الخلية الجيني وتعرضها للسموم ، ولتلافى هذه العيوب لجأوا إلى الخلايا الجذعية وكثفوا أبحاثهم فيها واستخدموها في الاستنساخ .
• واليوم في الغرب يمكنك إذا أردت أن تستنسخ أي حيوان تريد ، وهذا دليل علي أنهم أنتجوا بشراً وظهرت عليهم علامات الشيخوخة المبكرة بسبب استخدامهم لخلايا جسدية عادية وقد اذاعت قناة الجزيرة الوثائقية فلما وثائقي علمي بهذا الخصوص .
لكن لا تنتظروا الإعلان المكثف وبشكل صريح في الإعلام عن نتائج أبحاثهم في استنساخ البشر التوالدي كما هو الحال في النعجة دولي وغيرها من استنساخ الحيوانات فهم يعرفوا معارضة شعوب الأرض لذلك ولن يعلنوا عنه إلا في الوقت الذي يرونه مناسباً .
 يبرر العلماء تجاربهم وأبحاثهم في مجال استنساخ البشر التوالدي بمحاولة معرفة الغالب علي سلوك الإنسان هل هي الجينات الوراثية أم البيئة التي يتربي وينشأ فيها الإنسان ، فقد احتاروا في معرفة الغالب علي طباع الإنسان هل هي الجينات أم البيئة ؟ ويعتقدوا أن الاستنساخ يمكن أن يحل لهم هذا اللغز علي أساس أن الجينات واحدة والذي سيتغير هو البيئة التي يمكن أن يعيش فيها الشخص المستنسخ ، كما يحاول العلماء الوصول الي الحياة الأبدية ويعتقدوا أن الإستنساخ يمكن أن يحقق لهم هذا الهدف وهم مخطئون كما يعتقدوا أنهم يمكنهم استنساخ بشر خارقين وهم مخطئون أيضاً .
هناك من يعارض استنساخ البشر في الغرب من العلماء ومن هؤلاء العلماء العالم ” جريفن ” وفريقه الطبي الذي عمل تحت رعاية الدكتور ” أيان ويلمون ” في استنساخ النعجة دولي ويقول : ( ما الداعي لكي ننتج من هتلر هتلر جديد ؟ هل في هذا فائدة للبشرية ؟ لو قدر لهتلر جديد مستنسخ أن يعيش في حمى عائلة يهودية كأحد أفرادها ، فهل سيبادل هتلر الجديد اليهود الحب والمودة ؟! أم أنه سيسير على الدرب ذاته الذي سار عليه هتلر الأصلي ؟ الأغلب أن هتلر الجديد سيكون يهودياً يكره هتلر الأصلي ) .
 ويقول أيضاً أنه إذا كان المقصود من ذلك استيلاد أناس خارقين في بعض المجالات والميادين فإنه يمكن تحقيق ذلك عن طريق تزويج إبطال السلة العالميين مثلاً من بطلات هذه اللعبة للحصول على لاعبين متفوقين في هذه الرياضة ، ويضيف العالم ” جريفن ” أنه يمكن استنساخ الذكور والإناث من دون أي صعوبة وبالتالي تحديد الجنس المطلوب ، وقال إنه لا يمكن استنساخ الأموات لضرورة وجود خلايا حية لتنفيذ ذلك ، وأضاف جريفن أنه على الرغم من أن المستنسخ يحمل الموروثات ذاتها من المستنسخ منه فإن الظروف والبيئة التي يعيش فيها الإنسان المستنسخ ( إذا قدر يوماً وطبقت هذه التقنية على الإنسان ) هي التي تقرر طباعه ، وهذا أمر يتطلب المزيد من الدراسات والأبحاث لإثبات ذلك علمياً .
وذكر ” جريفن ” أنه لا يمكن استنساخ الأعضاء حالياً كالقلب والكبد والرئتين مثلاً لكن قد يحدث ذلك مســـتقبلا ، وقال طالما فتح هذا الباب فلن يغلق بالرغم من بروز عامل الشر وسـوء الاستخدام حيث التوقعات هنا لا تعد ولا تحصى منها تطوير مخلوقات مهجنة وجــيوش كاملة من المستنسخين وربما استنساخ هتلر جديد يربى في أحضان عائلة يهودية لمعرفة الغالب والمحدد لشخصية وطبائع الإنسان هل هي الموروثات الأصلية (الجينات) أم الظروف والبيئة المحيطة ؟
* فالاستنساخ في الحيوانات حدث ومعلن ، أما ما يجهله الكثيرون أن استنساخ البشر اليوم حادث لكن غير معلن بالشكل الذي يتوقعه الناس ، بالرغم من المعارضة الشديدة من العقلاء في العالم لهذه التجارب لما فيه من عامل الشر والذي أشار إليه جريفن ، وقد عرضت قناة الجزيرة الوثائقية فلماً علمياً وثائقياً لاستنساخ البشر في روسيا ، تم الإعلان عنه اليوم لكن بتاريخ الغد لكن الغد القريب جداً وهو2015 .1_الاستنساخ هو علامة من علامات يوم القيامة كما أخبر بذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم في سنته التي جاءت لتشرح كتاب الله وتبين مجمله ومتشابهه ، وكذلك جاءت الإشارة إليه وأنه من وحي إبليس في القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ( لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) ) النساء ، فالاستنساخ من تطبيقات الهندسة الوراثية والتي تعتبر وبحق المثال الصارخ في تغيير وتبديل خلق الله ، وورود حديث صحيح عن رسول الله بشأن الاستنساخ تحديداً هو من الإعجاز العلمي في السنة ، والإعجاز يكمن في إخبار رسول الله بما سيؤول إليه علم البشر في هذا المجال بعد أربعة عشر قرناً من الزمان إلا أنه للأسف في الطريق الخاطئ وتدمير قيم ومقومات المجتمعات الانسانية ، فجاء هذا لأبناء هذا القرن والقرون اللاحقة وهو من دلائل صدق النبوة بالإخبار عما سيحدث قبل أن يحدث ، والإعجاز ليس فقط بالإخبار عما فيه منفعة بل بدرء ما فيه مفسدة ، فدرء المفاسد مقدم علي جلب المصالح وهذه قاعدة فقهية معروفة ، فرسول الله صلي الله عليه وسلم استنكرها واعتبرها من علامات يوم القيامة .
-يسعي العلماء بالاستنساخ الي فكرة الخلود فهل سيتمكنوا وهل الاستنساخ هو الطريق الي الخلود وهل الآية ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34) ) الأنبياء ، ستظل معجزة الي يوم القيامة أم أن للعلم رأي آخر ؟
يمكن من خلال الاستنساخ أن تحافظ علي إنسان موجوداً إلي يوم القيامة كلما ماتت صورة منه استنسخ بدلها عشرات لكن هل هذا هو الخلود ؟ هل الطفل المستنسخ والذي أتي من المعمل هو امتداد للأصل ؟ وهل سيتطابق الاثنان في الشكل والطباع والسلوك ؟ بالاستنساخ يمكن للعلم أن يأتي بإنسان بعد وفاته بسنين عديدة ، لكن هل هذا يعتبر إحياء للموتى ؟

-هل يجوز للباحثين أن يستخدموا الأجنة الفائضة من عمليات التلقيح الصناعي الخارجي للحصول علي الخلايا الجذعية التي تستخدم في علاج العديد من الأمراض وهو ما يطلق عليه الاستنساخ العلاجي بحجة أنه لو ترك سيموت ؟ إذا جاز هذا جاز تحضير الأجنة في المعمل للاستفادة مما تحتويه من الخلايا الجذعية ، هذا أمر في أبسط حالاته غير أخلاقي ؟ إن فائض الأجنة يستخدم في أبحاث الخلايا الجذعية بعد أخذ الموافقة الخطية من الأبوين كما يقولون وفي هذا قتل لبقية الأجنة لأخذ الخلايا الجذعية لاستخدامها في العلاج والأبحاث وهذا أمر لا تقره الفطر السليمة وإن اقره القانون بأخذ الموافقة الخطية .
 نحن مع العلم والتقدم والتكنولوجيا إذا استخدم لخدمة البشرية وما فيه نفعها ، لكن إذا استخدم العلم في الدمار والهلاك فالكل بلا شك ضده ولا يؤيده ، فهم لا يريدون من خلال العلم إلا الربح المادي على حساب صحة الناس وكل الأعراف والقيم التي اندثرت في هذا الزمان . وهذا هو الحادث في هذا الزمان فلم يحقق العلم وكذلك المادة سعادة البشرية بل علي العكس تماماً زادت الكوارث وزاد الشقاء والنكبات ، فأصبحنا نسمع عن تجارة الأعضاء وكذلك تجارة البشر .
تجدر الإشارة هنا الي أن الإسلام لا يقف حجر عثرة أمام العلم وتطوره اذا كان فيه مصلحة البشرية فأول كلمة نزلت في القرآن علي قلب سيد المرسلين هي اقرأ ثم ذكر مرحلة من مراحل خلق الجنين ثم جاء ذكر القلم فكلها أمور تحث علي العلم والبحث ، لكن العلم النافع والذي لا يتعارض مع الأخلاق
-الاستنساخ في اللغة الانجليزية هو .” clonning ”
و ينقسم الاستنساخ إلي قسمين : الأول الاستنساخ التوالدي ، والثاني الاستنساخ العلاجي
1- : – هو صناعة البشر باستخدام تقنية الهندسة الوراثية وباستخدام حضانات بشرية .
فهو إنتاج إنسان صورة طبق الأصل من إنسان آخر ، ومثالها آلة التصوير الضوئي فبها تستطيع أن تنتج صور كثيرة من الكتب والمؤلفات والمطبوعات لتوزيعها على القراء ( لكن هل الشخص المستنسخ هو نفسه الأصلي هذا ما سنتعرف عليه لاحقاً ) .
الإستنساخ التوالدي يتم في المعامل الطبية ، فأصبح من الممكن خروج البشر إلي وجه الأرض والي الحياة من المعامل وليس من الطريق الطبيعي المعتاد والمعروف والذي أحله الله وجعله سنته في خلقه ، وهو يختلف عن مساعدة الإنجاب باستخدام التلقيح الصناعي الخارجي ( أطفال الأنابيب ) ، حيث الاستخدام هنا لخلايا جذعية وليست حيوانات منوية .
ستخضع هذه العملية أعني استنساخ البشر في المستقبل لدراسة الجدوى الاقتصادية شأنها في ذلك شأن صناعة الكمبيوتر والمحمول والدش ، وسيدخل حساب ثمن التكلفة وثمن البيع والربح في هذه الصناعة ، وجميعاً يعرف أنه في بداية الإنتاج كانت أسعار هذه الأجهزة لا يقدر علي دفعها إلا الأغنياء ثم عممت فأصبحت في أيدي ومقدور البسطاء وذلك بزيادة كمية المنتج ، فالكائن البشرى المستنسخ سيحسب ثمن أعضائه وثمن إنتاجه والربح وسيتم الاتفاق مع المراكز المتخصصة في نقل الأعضاء في كافة أنحاء العالم بفضل التقنية الحديثة السريعة للاتصالات ووسائل النقل السريعة بالطائرات وستكون طواقم نقل الأعضاء جاهزة وفى انتظار الضحية ، ولن يستطيع الاستفادة من هذه العملية في البداية إلا الأثرياء .
-هل هناك تطابق بين الأصل والمستنسخ في الشكل والجسد والمادة ؟
يتبادر للعقل أن الإجابة نعم لكن الحقيقة غير ذلك فالتوائم المتماثلة متشابهين في الشكل لكن مختلفين في البصمات وهذا من دلائل القدرة والإعجاز الإلهي ، فبالرغم من التطابق في التركيبة الجينية المسئولة عن الصفات الجسدية إلا أنه اختلفت البصمات فسبحان الخالق القادر ، وذكر الحق تبارك وتعالي البنان في القرآن ليلفتنا إلي هذه الحقيقة العلمية المبهرة ، فعندما أنكر الكفار البعث واستبعدوا خلقهم من جديد بعد أن تكون عظامهم وأجسادهم قد بليت وتوارت وأنكروا البعث والمعاد وذكر القرآن قولهم : قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ المؤمنون82 ويرد عليهم الحق تبارك وتعالى بأسلوب تأكيدي فيه من التحدي ما يدل على عظمة القدرة فالله ليس بقادر علي خلقهم من جديد فحسب بل قادر علي أن يعيد تسويه بنانهم كما كان ( والبنان هو نهاية الإصبع ) أيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ(3) بلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نسوى بَنَانَهُ (4) القيامة ، فالله سبحانه سيعيد كل إنسان ببصمته والتي لا يمكن أن تتطابق مع إنسان آخر في العالم ، فالله يتحداهم بما هو أدق وأعظم في إعادة الخلق وهي البصمة لإظهار دلائل القدرة والإعجاز في الاختلاف والتميز .
-وثبت علميا أنه لا يمكن للبصمة أن تتطابق أو تتماثل تماماً مع شخص آخر في العالم حتى في التوائم المتماثلة التي تنشأ من مادة جينية وراثية واحدة ، فهي تنشأ من حيوان منوي وبويضة واحدة ، وسبحان الله تختلف البصمة فيهم بالرغم من وحدة المنشأ ، وبالتالي الإنسان المستنسخ لن يتطابق مع أصل صاحب الخلية في البصمة ولا في الروح فهو كائن جديد مختلف تماماً عن الصورة الأصلية ، فليس هناك خلود في الدنيا كما يبحثون ، لأن ليس هناك تطابق في الشكل ولا في الروح وإن وجد تقارب في الشكل لأن المادة الوراثية واحدة ، وكذلك قد يوجد تشابه في الطباع لتشابههم في فصيلة الدم ، إلا أن ذلك ليس حتمياً فقد يكون هناك تباين واختلاف كبير في الطباع في حالات أخري والذي يحكم المسألة هو طبيعة تلك الأرواح وهل هي شقية أم سعيدة فالاستعداد الفطري هو الأساس وما سبق في علم الله من قدر .
-والعلماء في علم البصمات يذكرون أن لبصمة الإصبع نحو مائة خاصية وصفة التي تحدد أشكالها وهم يبنون نتائج فحصهم علي اختبار اثنتي عشر خاصية وصفة فقط اتفق عليها رجال الفحص الجنائي وخبراء البصمات ورجال الأمن في كل بلاد العالم ، وذكروا أنه لا يوجد اثنين يشتركان في هذه الخصائص والصفات ألاثنتي عشرة إلا مرة كل أربعة وعشرون بليون مرة والبليون ألف مليون ، وهذا ثلاث أضعاف تعداد العالم ، وهذا يؤكده التباديل والتوافيق ، هذا إذا أخذت بصمة إصبع واحد فما بالنا بالأصابع العشرة ، وما بالنا ببصمات أصابع القدمين ، وقد ثبت حديثاً أن بصمات القدمين تختلف هي الأخرى من فرد إلي آخر وتستعين بعض مستشفيات الولادة في بعض البلاد الغربية من هذه الحقيقة لكيلا تتسلم أم ولداً غير وليدها بطريق الخطأ فيأخذوا بصمة إبهام الأم وبصمة القدمين للطفل في بطاقة خاصة .
والبصمة تتكون من خطوط بارزة في بشرة جلد اليدين والقدمين تعلوها فتحات المسام العرقية ، تجاورها منخفضات تلتوي وتتفرع وتتمادي تلك الخطوط لتعطي في النهاية شكلاً مميزاً يختلف من إنسان إلي آخر ، قد تتشابه لكن لا يمكن أن تتطابق ، وهذا دليل القدرة والإعجاز الإلهي الذي يحير العقول .
فعندما يذكر الحق تبارك وتعالي هذه القدرة علي الاختلاف والتباين في الخلق لا يملك الإنسان سليم العقل سليم الفطرة إلا أن يقول سبحان الله ، وعندما يذكر الحق تبارك وتعالي آيات قدرته في اختلاف ألوان الجلد من أقصي الحمرة إلي أقصي السواد لابد وأن نتذكر آيات قدرته كذلك في اختلاف بصمات البشر فالكل متعلق بالبشرة والجلد ، وكذلك ذكره سبحانه وتعالي لوجود مستقبلات الألم في الجلد والتي أثبتها العلم حديثاً فكلما كان الحرق سطحياً كان الأم أشد .
وذكر الحق تبارك وتعالي دلائل قدرته سبحانه وتعالي في اختلاف ألألسنه والتي تتضمن اللهجات واللغات و نبرات الصوت وهو ما استفاد منه البشر حديثاً في استخدام بصمة الصوت في فتح الخزائن في البنوك ،
َمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ الروم22
فسبحان من أقام في النفس البشرية دلائل قدرته وإعجازه وسبحان من أقام في يد الإنسان وقدمه شاهداً علي ما جنت يداه ، وسبحان من أنزل القرآن الكريم وفيه من الحقائق العلمية ما يتفق مع العلم الحديث الصحيح ويؤكد لكل جاحد ومنكر أن البعث حق كما أن الموت حق .
الإستنساخ التوالدي يعتبر طناعة البشر لأنه يستخدم في الإنتاج الحضانات البشرية فألام هي تلك الحضانة ، ولن يكون لها في وليدها شئ فالمادة الوراثية والتي تحمل صفات الكائن المستنسخ ستكون بأكملها من غيرها ، وستتقاضى ثمن حضانتها للجنين في بطنها تسعه أشهر كالتي تحتضن الطفل الرضيع في منزلها ، ستصبح الأم مجرد وعاء حامل كصاحب الأرض الذي يؤجرها ولا يستفيد إلا بالقيمة ألإيجاريه وستختلط الأنساب وإن كانت هذه قضية لا تعني علماء الاستنساخ كثيراً ، وسيتوسعون في إنتاج الإناث والتي ستستخدم فيما بعد كحضانات بشرية أثناء فترة الخصوبة لتقليل ثمن التكلفة ثم ستباع قطع غيار فيما بعد ، سيكون هناك في المستقبل مزارع لإنتاج البشر كما للبقر يمتلكها المستثمرون والشركات الكبرى في العالم وستعرض أسهمها في البورصة .
هل هناك امتهان للكائن البشري الذي فضله الله على كل مخلوقاته وحباه بالعقل وجعله خليفة له في الأرض أكثر من ذلك ؟
هل هناك دلائل أقوى من ذلك لإثبات جنون العلم وكوارثه إن لم يحسن تطبيقه ؟
هل هناك دلائل أقوى من ذلك لإثبات كارثة سيطرة المادة على حياة البشر ؟
ماذا سيفعلون بجيوش المستنسخين ؟ عادوا بنا إلي عصر المماليك إلي الرق والاستعباد للبشر ، سيسجلون في الشهر العقاري كالسيارات والعقارات ومن حق هذا العالِم الذي يملكهم أن يتصرف فيهم كيفما يشاء بالبيع أو بالموت لبيع أعضائهم ولا لوم عليه ، فهذه هي حضارة المادة والعلم الغير مرشد ، وسيأتي اليوم الذي يعيش معنا فيه على هذه الكرة الأرضية ملايين المستنسخين الذين لا يُعرف لهم أصل أو نسب ، فكيف سيكون سلوكهم وأفكارهم .. الله أعلم

اظهر المزيد

admin

مجلس إدارة الجريدة الدكتور أحمد رمضان الشيخ محمد القطاوي رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) تليفون (phone) : 01008222553  فيس بوك (Facebook): https://www.facebook.com/Dr.Ahmed.Ramadn تويتر (Twitter): https://twitter.com/DRAhmad_Ramadan الأستاذ محمد القطاوي: المدير العام ومسئول الدعم الفني بالجريدة. الحاصل علي دورات كثيرة في الدعم الفني والهندسي للمواقع وإنشاء المواقع وحاصل علي الليسانس من جامعة الأزهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »